ممدوح الصغير يكتب.. مستريح إدفو ورفاقه نجحوا بسبب تقصير هؤلاء

ممدوح الصغير
ممدوح الصغير

أعترف بتقصير كل أبناء الجنوب فى قضية المستريح، رغم أننى كنت من المُحذِّرين الرافضين، وانضم معى د. أشرف عبدالدايم، أستاذ القانون المدنى، الذى كتب مرارًا عن ظاهرة المستريحين، ودخل فى مواجهات ربما كانت تُعد بدايةً لحروب تُشن عليه.

كانت كلمات زميلى زهران جلال حاملةً للنُصح، ولكن للأسف لم يسمعه أحدٌ، صفوة المجتمع الجنوبى فى الأقصر وأسوان لم يكن لهم دورٌ إيجابى فى تحذير الضحايا، صمتهم كان سببًا فى تفشى   الظاهرة، لا أُعفى الزملاء الصحفيين فى أسوان من الكتابة وتصوير البنك وكأنه حفيد أم هاشم، وللأسف البحث عن التريند جعلنا لا نُؤدى دورنا كما يجب أن يكون.

ما كُتب عن البنك ورفاقه كان صحافة تسلية لا على سبيل التحذير والتوعية، سقط المستريح ومرض آلاف البشر  الذين سلَّموه أموالهم دون كره، بعضهم حصل على قروضٍ ربما تقوده حال تعثّره للسجن، وقبل أن نلوم البنك ورفاقه، هناك مسئولون يجب أن نعرف سر عدم تحركهم، للأسف تحرَّكوا فى توقيتٍ متأخِّر، بعد خداع الضحايا، لو تحرَّكوا منذ البداية لكانت الكارثة أقل حدةً.

قسم شرطة إدفو وهو على دراية بما يحدث، ومن واجبه معرفة ماذا يدور ورصد أى ظواهر غريبة؟ والبنك ظاهرة  تُعدُّ أغرب من الخيال، ونموذجًا لتاجر لا تنجح خطته إلا  فى جزيرة يسكنها أهل الطمع.. قبل قسم شرطة إدفو المسئولية تقع على رئيس مدينة إدفو ورؤساء المجالس المحلية، وهم يُشاهدون بأم أعينهم مبانى تُقام دون تصريحٍ، ولم يتم  هدمها ومخاطبة  السكرتير العام ومحافظ أسوان.. مدير إدارة الأوقاف وهو يعلم أن  شُبهات الربا تنتشر فى المكان الذى يعمل فيه ولا يؤدى دوره بالنُصح والإرشاد، خلال خطبة الجمعة، وفى خُطب  أئمة المساجد التى تتم بين التراويح، خلال  شهر رمضان الماضى، كان الأولى أن تكون خُطبًا تحذيرية من  شُبهات الربا، أُحمِّل الأوقاف العبء الأكبر قبل رجال الشرطة هناك.

مصطفى البنك ورفاقه  "المستريحين" ليسوا السبب فى مرض ودموع الضحايا، بل  كل مسئولٍ تقاعس عن أداء دوره يُعدُّ مسئولًا، ربما لن تُحاسبه قوانين الدنيا، لكن حسابه سيكون أمام الله عسيرًا، لأن الرسول  الكريم أخبرنا بأن كل راعٍ مسئولٌ عن رعيته، والضحايا من رعايا كل من ذكرت.

لا أجد تفسيرًا لغياب دور نواب مجلسى الشعب والشيوخ عن مواجهات عمليات نصب  البنك ورفاقه، بسبب صمت الجميع صارت إدفو قنبلةً قابلةً للانفجار، منذ عدة أيام كانت عمليات سلب ونهب لأسر المستريحين، لم يعرفها الجنوب منذ قرونٍ طويلة.. قبل أن نُحاكم البنك ورفاقه علينا أن نُصلح البيئة التى أثَّر عليها، ونُحاسب كل مسئولٍ لم يُؤدِ دوره، وأتمنى أن تكون العقوبة مشددةً عليه، حتى لا يظهر علينا مستريح جديد، وللأسف سيكون له ضحايا، لأن النفس البشرية من صفاتها الطمع. 

حفظ الله مصر وشعبها